نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 1 صفحه : 172
(وَهُمْ فِيها
خالِدُونَ) دائمون مقيمون لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.
الحسن عن ابن
عمر قال : سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن الجنة : كيف هي؟
قال : «من يدخل
الجنة يحيى ولا يموت وينعم ولا يبؤس ولا تبلى ثيابه ولا شبابه».
قيل : يا رسول
الله كيف بناؤها؟ قال : «لبنة من فضّة ولبنة من ذهب ، بلاطها مسك أذفر ، وحصباؤها
اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران» [٧٨] [١].
وقال يحيى بن
أبي كثير : إنّ الحور العين لتنادينّ أزواجهنّ بأصوات حسان ، فيقلن : طالما
انتظرناكم ، نحن الراضيات الناعمات الخالدات ، أنتم حبّنا ونحن حبّكم ليس دونكم
مقصد ولا وراءكم معذر.
وقال الحسن في
هذه الآية : هنّ عجائزكم الغمض الرّمض العمش طهّرن من قذرات الدنيا.
(إِنَّ اللهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) هذه الآية نزلت في اليهود ، وذلك أنّ الله تعالى ذكر في
كتابه العنكبوت والذباب فقال : (إِنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً)[٢] الآية.
وقال : (الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ
أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ)[٣] الآية ، ضحكت اليهود وقالوا : ما هذا الكلام وماذا أراد
الله بذكر هذه الأشياء الخبيثة في كتابه وما يشبه هذا كلام الله ، فأنزل الله
تعالى : (إِنَّ اللهَ لا
يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) أي لا يترك ولا يمنعه الحياء أن يضرب مثلا أن تصف للحق
شبها. (ما بَعُوضَةً). (ما) صلة ، وبعوضة نصب يدلّ على المثل.
(فَما فَوْقَها) : ابن عباس يعني الذباب والعنكبوت. وقال أبو عبيدة :
يعني فما دونها.
(فَأَمَّا الَّذِينَ
آمَنُوا) بمحمد والقرآن (فَيَعْلَمُونَ) يعني أنّ هذا المثل هو (أَنَّهُ الْحَقُ) الصدق الصحيح. (مِنْ رَبِّهِمْ).